ملتقى الثقافة الوطنية “حقوق وواجبات المرأة في ظل الاتحاد”
ديسمبر 30, 2013
دبي، 28 نوفمبر 2013: انطلقت في دبي فعاليات “ملتقى الثقافة الوطنية” الذي تنظمه دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تحت عنوان “حقوق وواجبات المرأة في ظل الاتحاد” وذلك بمناسبة العيد الوطني الثاني والأربعين لدولة الاتحاد، وبهدف التأكيد على الدور الريادي الذي تقوم به المرأة في جميع المجالات وبما يعزز مكانة الاتحاد.
وأكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في كلمته التي ألقاها بمناسبة افتتاح أعمال الملتقى أن المرأة حظيت في ظل دولة الاتحاد بالاهتمام الكبير الذي فاق الكثير من دول العالم حيث أن قياد الإمارات الرشيدة وقفت بشكل دائم خلف تمكين ودعم المرأة، وأولتها الثقة المطلقة التي قادتها إلى التميز والوصول إلى مراكز القيادة وصنع القرار.
وأوضح أن تنمية الوعي السياسي لدى المرأة الإماراتية بما يمكنها من المشاركة الفعالة في مجالات العمل الوطني المتنوعة وصنع القرار تعتبر من أولويات القيادة لما فيه من تحقيق لمصلحة المجتمع بشكل عام، منوهاً بأن عملية تمكين المرأة عملية مهمة ومستمرة ولن تقف عند حد معين، لتواكب التطور الذي تشهده الإمارات، وتقوم بدورها البارز في عملية التنمية والتطوير.
المرأة تشارك في جميع المجالات..
وبين أن القيادة وببعد نظرها أفسحت المجال أمام المرأة لتشارك في جميع المجالات فبالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية شجعتها على الدخول في المجال الاقتصادي لتكون سيدة أعمال ناجحة ومديرة فعالة، كما أنها فتحت الباب أمامها لتشارك الرجل في المجال السياسي وحرصت على أن تسهم إلى جانبه في تحمل مسؤولياتها، وأن تشارك بفاعلية في عملية التطوير السياسي التي تشهدها دولة الإمارات.
وأشار إلى أن المرأة الإماراتية أصبحت تعمل إلى جانب الرجل في جميع المجالات بما فيها مجالات العمل السياسي، والذي برز بشكل جلي من خلال الثقة الكبيرة التي أولتها لها القيادة وبشكل خاص برنامج التمكين الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ولاسيما في مجال تمكين المرأة الإماراتية من المشاركة في الحياة السياسية، والذي يمثل دليلاً ملموساً على مدى ثقة القيادة فيها، وفي قدرتها على تأدية واجباتها تجاه وطنها بكل أمانة ومسؤولية، ومشاركتها بإيجابية في منظومة العمل الوطني وفي عملية صنع القرار.
وتشغل المرأة الإماراتية اليوم وبفضل عمليات التمكين المستمرة للقيادة لها العديد من المناصب القيادية، فهي عضوة في البرلمان، وسفيرة للدولة، ووزيرة في الحكومة الاتحادية وقاضية، كما تشغل أيضاً أكثر من 65% من وظائف القطاع الحكومي، وأكثر من 30% من الوظائف القيادية العليا، وتشكل المرأة ربع العاملين في السلك الدبلوماسي، وما يقارب خمس العاملين في الحكومة الاتحادية، كما أن 17.5% من أعضاء “المجلس الوطني الاتحادي” هم من النساء.
وعلى صعيد العمل البرلماني فقد كان للمرأة أيضاً الدور الكبير والبارز ففي انتخابات المجلس الوطني الاتحادي لعام 2006، حيث تقدمت (65) سيدة للترشح من أصل (465) مرشحاً لعضوية المجلس الوطني، وضم المجلس الوطني الاتحادي -في فصله التشريعي الرابع عشر- في عضويته تسع نساء يمثلن نسبة (22.5 %) من مجموع أعضاء المجلس، وتعززت هذه التجربة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي لعام 2011، حيث تقدمت(83) سيدة للترشح من أصل (450) مرشحاً لعضوية المجلس الوطني الاتحادي وليضم المجلس في عضويته حالياً سبع عضوات.
المرأة تسهم بشكل فعال في مسيرة التطوير والتحديث..
وقال معالي الدكتور أنور تمكنت المرأة الإماراتية ومن خلال مسيرتها أن تسهم بشكل فعال في مسيرة التطوير والتحديث التي تشهدها الدولة، حيث تمكنت من أن تتبوأ مناصب قيادية عليا على مستوى السلطة التنفيذية والعمل كبرلمانية بامتياز من خلال مشاركتها الفعالة في عضوية المجلس الوطني، ومشاركتها في الحوارات والنقاشات التي تتم تحت قبته وتتناول أهم القضايا التي تشغل المجتمع.
وأشار إلى أن وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي حرصت ومن خلال المساهمة مع مؤسسات الدولة بتنمية الوعي السياسي في المجتمع، وعلى تنمية الوعي السياسي لدى المرأة، من خلال الاهتمام بالجانب التثقيفي الذي يأتي عبر تنمية الثقافة السياسية لدى المرأة المواطنة وإمدادها بروافد المعارف السياسية المختلفة عن طريق الندوات والحلقات النقاشية والمطبوعات.
ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على حقوق وواجبات المرأة في ظل الاتحاد ودورها الفعال في عملية التنمية، ونشر الثقافة الوطنية بمختلف مجالاتها وعلومها لتعريف المجتمع بأهمية دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في اتخاذ القرارا وتمكين دورها في الدولة، كما يهدف الملتقى إلى إبراز أهمية الاتحاد في إبراز دور المرأة الإماراتية في جميع المجالات، وتفعيل دور المؤسسات ذات الاختصاص لدعم حقوق وواجبات المرأة وتوفير سبل فرص العمل الملائمة، التي تتناسب مع قيمها وعاداتها وتقاليدها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية المرأة ورسالتها إنسانياً واجتماعياً ودينياً وثقافياً وإعلامياً واقتصادياً وسياسياً.
وقال سعادة الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني- مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي “نحن اليوم نحتفي بصاحبة الفضل الأم والزوجة والأخت ومربية النشء وذلك بالتزامن مع اليوم الوطني الثاني والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة، فالمرأة الإماراتية سباقة في مضمار خدمة المجتمع وترقيته وذلك عبر المحافظة على عقيدة الوطن وأرضه من خلال تحركها الفاعل وتفاعلها الحي في كافة المجالات الاجتماعية الخدمية والإنسانية والثقافية والتعليمية والسياسية وتمكنت بفضل ذلك من تحقيق معدلات عالية من النمو والجودة والإتقان والتميز الذي نفخر به في مسيرة الدولة منذ قيامها وحتى الآن”.
وأضاف “إن ملتقانا اليوم يحمل عنوان “حقوق وواجبات المرأة في ظل الإتحاد” والذي جاء برعاية كريمة من وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي بمشاركة من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية وبرنامج وطني وجمعية الإمارات للمحامين والقانونيين ويهدف الملتقى إلى تأكيد الدور الريادي الذي تقوم به المرأة في كافة المجالات لتعزيز مكانة الاتحاد وضرورة ترقية هذا الدور وتطويره عبر الاستغلال الأمثل لكافة القدرات والطاقات والمواهب البشرية المتاحة للمرأة”.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور علي سباع المري- الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: ” للمرأة دور جوهري في تطور المجتمعات وتقدمها وهي اليوم ركيزة أساسية في منظومة التنمية. ونحن في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية نؤمن بأهمية الدور الذي تؤديه المرأة الإماراتية في ظل الاتحاد العظيم، ومما لاشك فيه أنها قد ساهمت بشكل فعال في دفع مسيرة الاتحاد نحو مستقبل زاهر وواعد. وتتويجا لهذا الانجازات العظيمة واحتفالا باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، إننا سعداء اليوم بتسليط الضوء على الأسلوب الحضاري الذي تنتهجه قيادتنا الرشيدة في تمكين المرأة وتقديم كافة أشكال الدعم لها مما سيمكنها من تحقيق المزيد من التميز والتقدم واتخاذ موقع رائد في إمارات المستقبل”.
واشتمل الملتقى على مجموعة من المحاضرات وأوراق العمل والتي توزعت على جلستين وأدارتها الدكتورة الشيخة هند بنت عبد العزيز القاسمي خبير الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية في الشؤون الاقتصادية والمالية لمنطقة الخليج العربي- جامعة الدول العربية وتناولت الأولى موضوع أهمية المرأة في دعم ركائز الوطن من منظور ديني وتحدث فيها الدكتور سيف الجابري مدير إدارة البحوث في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي عن أهمية المرأة كعضو فاعل في مجتمع الإمارات الاتحادي، وتواجدها في مؤسسات الاتحاد وتمكينها من العمل في جميع المجالات والميادين، ودورها الحيوي في الحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية وتعزيز الهوية الوطنية داخل أسرتها.
كما تناولت موضوع حقوق وواجبات المرأة في الموروث الثقافي الوطني، وتحدثت فيها الدكتورة أمل بالهول مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات عن الثقافة ومصادرها، وأثر التنمية الإنسانية في بناء القوة المجتمعية الفعالة لتمكين المرأة وتحفيزها، والتعبير عن الرأي الشخصي من واقع المجتمع في الماضي والحاضر والمستقبل.
وأما الجلسة الثانية فطرحت موضوع حقوق وواجبات المرأة في ظل القانون وتحدث فيها المحامي زايد سعيد الشامسي- رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين عن المرأة ومكانتها الإجتماعية في الحضارات على مر العصور، والمرأة ومتطلبات التطور، والمرأة في دستور وقانون ومجتمع الإمارات.
كما تحدث فيها الدكتور سعيد محمد الغفلي الوكيل المساعد لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، في وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي حول موضوع “المرأة والمشاركة السياسية.. الواقع والتطلعات”، عن المشاركة السياسية ومظاهر تمكين المرأة في نظام الإمارات السياسي، والمرأة والمشاركة السياسية على أرض الواقع، ودور المرأة في عملية تعزيز ثقافة المشاركة السياسية.
وعلى هامش الملتقى قامت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي بتكريم عدد من الشخصيات النسائية الفاعلة في المجتمع على الدور الكبير الذي يقمن به وهن الشيخة شمسة بنت حشر المكتوم، والشيخة عزة عبد الله النعيمي، والسيدة حصة العسيلي، والسيدة منى محمد بالحصا، والدكتورة عائشة البوسميط، والسيدة شيخة سلطان المري.