وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي تنظم جولة تعريفية لمنتسبى البرنامج الوطني لإعداد القادة إلى المجلس الوطني الاتحادي
ديسمبر 30, 2014

أبو ظبي، 25 ديسمبر 2014: إنطلاقاً من سعي وزارة الدولة لشؤون المجلس لتعزيز ثقافة المشاركة السياسية بين أفراد المجتمع، وبالتعاون مع الامانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، نظمت وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي برنامج زيارة لـ (70) مشارك من منتسبى البرنامج الوطني لإعداد القادة (ذخر 4) إلى المجلس الوطني الاتحادي تبعه لقاء مفتوح مع المنتسبين لتوعيتهم حول دور المجلس الوطني الاتحادي واختصاته وتنمية الوعي السياسي لديهم .
وفي هذه المناسبة اكد سعادة طارق هلال لوتاه وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، اهمية برامج اعداد القادة وأن تمكين الشباب من إمتلاك المهارات القيادية والفكرية هو أمر ذو أهمية بالغة لمواجهة تحديات المستقبل من خلال ترسيخ المسؤولية الفردية والاجتماعية تجاه الوطن”.
وأوضح سعادة لوتاه أن عملية التنمية الشاملة في الإمارات العربية المتحدة تحتاج لتفاعل المجتمع بجميع فئاته، خاصة فئة الشباب ، الشريحة الأكبر من مكونات المجتمع الإماراتي وكذلك جميع مؤسسات الدولة، وأن التنمية التي تسعى لها دولة الإمارات العربية المتحدة هي عملية ثلاثية الأبعاد تتكامل فيما بينها لتحقيق التنمية الشاملة: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المجتمع.
وفي بداية برنامج الزيارة قدم سعادة الدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي، ورقة عمل حول المجلس الوطني وكيفية ممارسته لمهامه وأهميته في النظام السياسي لدولة الإمارات، وكيف يساهم المجلس في عملية التنمية المستدامة وتأسيس علاقة متميزة بين السلطات الاتحادية من خلال مشاركته في مناقشة وإقرار التشريعات، ومناقشته لقضايا المواطنين واحتياجاتهم، بالإضافة لدوره في تعزيز فاعلية مختلف الأجهزة التنفيذية وتعزيز الاستثمار في مجالات التنمية البشرية والبنية التحتية، وتطوير آليات المشاركة السياسية.
وأكد سعادة المزروعي أن المجلس الذي عقد أولى جلساته في الثاني عشر من فبراير 1972م، كأحد السلطات الاتحادية الخمس التي نص عليها الدستور بالتزامن مع انطلاق مسيرة الاتحاد، ساهم في جميع مراحل البناء والتطور والنهضة والتنمية الشاملة التي عمت أرجاء الدولة كافة، مشيرا أن المجلس ونظرا لطبيعة اختصاصاته يحظى بدعم القيادة وبمشاركة المواطنين في عضويته من جميع إمارات الدولة.
كما ورحب سعادة الدكتور المزروعي بالوفد الزائر وقال: “إن المجلس الوطني الاتحادي هو مؤسسة تشريعية يمثل شعب الإمارات لذلك يضم أعضاء من كافة الإمارات، ويمارس اختصاصاته التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية من خلال طرح ومناقشة القضايا التي تهم الوطن والمواطنين سواء تحت القبة أو من خلال مشاركاته في الفعاليات البرلمانية والتي يحرص خلالها على عكس توجهات الدولة وسياستها الخارجية”.
وأضاف: “إن ما يميز تجربة الإمارات أنها تتبنى نهجا متوازنا ومتدرجا في أي إصلاحات سياسية، آخذة في الاعتبار الخصوصية الحضارية والدينية والثقافية للمجتمع الإماراتي، الأمر الذي يؤدّي دائماً إلى استقرار الدولة على مختلف الصعد”.
واستعرض الدكتور المزروعي اختصاصات المجلس ونشاطاته وانجازاته وأجهزته وأبرز محطات مسيرة الحياة البرلمانية في الدولة، ودعم القيادة للمجلس، ومشاركة المواطنين في صنع القرار، وتعاون المجلس مع الحكومة، وطبيعة عمل لجان المجلس خاصة لجنة الشكاوى، وآلية مناقشة مشروعات القوانين في اللجان وتحت القبة، ومساهمات الشعبة البرلمانية الإماراتية والمشروعات التي تطرحها خلال مشاركتها في البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي واتحاد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد البرلماني الدولي.
وأكد أن المجلس يعقد جلساته علنية لمناقشة مختلف القضايا الوطنية، ويحرص على دعوة ممثلي مختلف الجهات المعنية لحضور مناقشات اللجان والاستماع إلى آرائهم خلال إعداد اللجان لتقاريرها بشأن مشروعات القوانين والموضوعات العامة، وجميع هذه الأفكار يتم تضمينها في تقرير اللجان الذي يتم رفعه للمجلس لمناقشة.
وأضاف إن دولة الإمارات وبفضل حكمة قيادتها حرصت منذ نشأتها على العمل وفق أسس علمية واستراتيجيات محددة وصولا إلى التميز والريادة والإبداع والابتكار لتحقيق المزيد من الإنجازات النوعية في شتى المجالات، والتي ينعكس أثرها الايجابي على الوطن وإعلاء راياته والمواطنين وتحقيق طموحاتهم وآمالهم، مؤكدا أن مسيرة الحياة البرلمانية في الدولة شهدت نقلة نوعية منذ تسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة يحفظه الله سلطاته الدستورية، وذلك ترجمة للبرنامج السياسي الذي أعلنه سموه عام 2005م، وما تضمنه من تعديلات دستورية رقم “1” لسنة 2009م، ومشاركة المرأة في الحياة السياسية، وإجراء الانتخابات عامي 2006م و2011م، وتوسيع مشاركة القاعدة الانتخابية، استكمالاً لمرحلة التأسيس ولتمكين المجلس من ممارسة اختصاصاته الدستورية بمشاركة المواطنين في صنع القرار.
وردا على أسئلة الوفد الزائر أكد الدكتور المزروعي أن المجلس بدأ فصلة التشريعي الرابع عشر في 12 فبراير 2007م بعد أول تجربة انتخابية نقلت العمل البرلماني في الدولة إلى محطات متقدمة من الشورى بمشاركة أبناء وبنات الوطن، مشيرا أن القيادة الحكيمة حرصت على ترجمة رؤيتها لتمكين المجلس من ممارسة اختصاصاته الدستورية على تعديل رقم “1” لسنة 2009م، عبر إدخال تعديلات على عدد من المواد من دستور الدولة، وأتاح تعديل المادتين “72 و78 ” تمديد مدة عضوية المجلس من عامين إلى أربعة أعوام، وتمديد دور الانعقاد إلى مدة لا تقل عن سبعة أشهر ابتداء من الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر من كل عام، فيما أعطت المادة “85” المجلس سلطة أكبر في وضع مشروع لائحته الداخلية وتصدر بقرار من رئيس الاتحاد بناء على موافقة المجلس الأعلى للاتحاد، وتم تعديل المادة “91” المتعلقة بالاتفاقيات والمعاهدات التي تبرمها الدولة، حيث يحدد بقرار من رئيس الاتحاد الاتفاقيات الدولية التي يتوجب على المجلس الوطني مناقشتها قبل التصديق عليها.
وقال الدكتور المزروعي ينطلق المجلس في عمله من الحرص على المساهمة في جهود الدولة الرامية إلى تعزيز وتمكين المواطنين في العمل الوطني وبناء الإنسان والاستثمار فيه، باعتباره أهم مرتكزات التنمية الشاملة، من خلال الارتقاء بقدراته ومهاراته المختلفة، ليكون قادراً على المشاركة في مختلف مواقع العمل الوطني.
كما وقدم سعادة الدكتور سعيد الغفلي وكيل الوزارة المساعد لشؤون المجلس الوطني الاتحادي بوزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ورقة عمل شرح فيها لمنتسبي البرنامج استراتيجيات الوزارة وثقافة المشاركة السياسية وبرنامج التمكين السياسي لصاحب السمو رئيس الدولة ” حفظه الله” وانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وعن دور وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في تعزيز ثقافة المشاركة السياسية لدى الشباب كأحد أهم الفئات المجتمعية التي يعتمد عليها في تدعيم مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو مزيد من التطور والتميز والإنجاز.
كما سلط سعادته الضوء خلال اللقاء على دور المجلس الوطني الاتحادي مبرزاً أهميته والدور الفعال الذي يقوم به في المجتمع، مبيناً أن المجلس الوطني الاتحادي يمثل صوت شعب الإمارات ويعبر عن طموحاته وتطلعاته. بالإضافة لمناقشة القضايا التي تهم المواطنين وتمس بحياتهم ويصدر توصياته للحكومة بشأنها.
وتطرق سعادة الدكتور الغفلي خلال المحاضرة إلى انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في العامين 2006 و 2011، مبرزاً التطور النوعي الذي شهدته هذه الانتخابات وما خلفته من نتائج سياسية واجتماعية وثقافية داخل المجتمع من حيث تعريف المواطنين بمفهوم الانتخابات وأهميتها، والتي تعد خطوة مهمة نحو ترسيخ ثقافة المشاركة السياسية.
كما وشكر سعادة الدكتور سعيد الغفلي الأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي لاستضافتهم للوفد ودعمهم وتعاونهم الدائم مع مبادرات الوزارة. وتبع ورقتي العمل التي تم تقديمها خلال ضمن برنامج الزيارة حواراً مفتوحاً بين منتسبي البرنامج والمتحدثين تم خلاله الرد على أسئلة واستفسارات الحضور.