الدورة الثانية لمنتدى الوعي السياسي لطلاب الجامعات
ديسمبر 30, 2013
العين، 26-27 نوفمبر 2013: شهدت جامعة الإمارات العربية المتحدة اليوم انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمنتدى الوعي السياسي لطلبة الجامعات، والتي شهدت أيضا إطلاق مسابقة بحثيه بين طلاب الجامعات تتركز حول الوعي والمشاركة السياسية في المجتمع الإماراتي، وتأتي ضمن الجهود المستمرة لوزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في دعم وتعزيز ثقافة المشاركة السياسيه بين فئات المجتمع المختلفة.
وبين معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه سعادة طارق هلال لوتاه وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في حفل افتتاح أعمال الدورة الثانية من “منتدى بناء الوعي السياسي لطلاب الجامعات ” أن عملية بناء الوعي السياسي للأفراد في أي مجتمع مهمة مجتمعية تعتمد على مجموعة الأدوات والمبادرات التي تقوم بها أجهزته ومؤسساته الحكومية والأهلية ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى بناء وعي سياسي إيجابي مشارك من شأنه إيجاد مشاركة سياسية فاعلة تتناسب مع خصوصيات المجتمع وموروثاته.
وأكد معاليه أن تنظيم منتدى سنوي لتعزيز الوعي السياسي بين طلبة الجامعات يعد خطوة إيجابية جداً ضمن مسيرة واعدة لتعزيز وعي مختلف فئات المجتمع الإماراتي بأهمية العمل السياسي والتنمية السياسية وتجربة العمل البرلماني ومفاهيم المشاركة السياسية ودورها في التنمية، ولاسيما بين فئة الشباب الشريحة الأهم في أي مجتمع، والتي يقع على عاتقها الدور الأكبر في أية عملية تنمية منشودة.
وبين معاليه أن القيادة الرشيدة تمضي بكل تصميم وإرادة على استكمال مسيرة التطوير السياسي وبناء الدولة العصرية الرائدة في جميع المجالات منطلقة من إيمانها بأن قوة الإمارات الحقيقية في أبنائها وأن تقدمها مرتبط بمشاركتهم الإيجابية والواعية في قيادة مسيرة التنمية، وقال: “الشراكة مع المؤسسات التعليمية في عملية تعزيز الوعي السياسي وعلى رأسها جامعة الإمارات العربية المتحدة تأتي من خلال الإيمان المطلق بأهمية التعاون والعمل المشترك لخدمة المجتمع بشرائحه المختلفة ومده بجميع المعارف والمعلومات التي تساعده على أن يكون قادراً من السير على النهج الصحيح في زمن يشهد الكثير من المتغيرات، ويتطلب من الجميع العمل من خلال رؤية واضحة وسليمة منطلقة من قواعد وطنية صلبة لتحقيق ما يخدم الوطن والمواطن وهو الهدف الأسمى الذي نعمل لأجله جميعاً”.
وتم إطلاق منتدى بناء الوعي السياسي لطلاب الجامعات في العام 2012 كمبادرة شراكة بين وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي وجامعة الإمارات العربية المتحدة غايتها تشكيل وعي سياسي مستنير يؤدي إلى مشاركة سياسية فاعلة داخل المجتمع الإماراتي، وقد حقق المنتدى في دورته الأولى، والتي عقدت بمقر جامعة الإمارات العربية المتحدة نجاحاً كبيراً في زيادة معارف الطلاب بأسس المشاركة السياسية في المجتمع الإماراتي، وتجربة انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وعملية تشكيل الوعي السياسي وأدواتها وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
وأوضح معالي الدكتور أنور أن مسألة الوعي السياسي أصبحت ضرورة توعوية وتعليمية، ولابد من اكتساب المعرفة والثقافة ذات الصلة بالقضايا الوطنية والمشاركة في إيجاد الحلول الملائمة لها، ويأتي منتدى بناء الوعي السياسي لطلبة الجامعات في دورته الثانية لتحقيق هذه الغاية السامية عبر تشكيل وعي سياسي مستنير يؤدي إلى مشاركة سياسية فاعلة داخل المجتمع الإماراتي، وذلك من خلال زيادة اهتمام الطالب الجامعي بالشؤون العامة، وإيجاد وعي سياسي إيجابي لديه بما يدعم مسيرة التمكين السياسي في الدولة، بالإضافة إلى ربط حاضر هذا الطالب الجامعي بخصوصيات وطنه وموروثاته التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لنصل أخيراً إلى الهدف الأهم وهو نشر ثقافة المشاركة السياسية وأدواتها بين طلاب الجامعات.
وقد وضع المنتدى في دورته الثانية محاور ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأهدافه المرسومة، إذ تناولت أعمال المنتدى في دورته الثانية موضوعات رئيسية عدة، حيث أتت الجلسة الأولى والتي تحدث فيها معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي وأدار فعالياتها الدكتور علي الغفلي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان “التمكين وفلسفة المشاركة السياسية”، وتناولت موضوع التمكين السياسي وفق ماجاء في خطاب صاحب السمو رئيس الدولة في العام 2005، وانتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2006 و2011، ودعم المشاركة السياسية وقراءة في علاقة الحكومة والمجلس الوطني الاتحادي.
وأما الجلسة الثانية فطرحت موضوع الإعلام ودوره في دعم وتطوير المشاركة السياسية، منوهة أن الإعلام السياسي أضحى عنصراً هاماً في التأثير على الرأي العام ومواقفهم من القضايا العامة، كما أبرزت العلاقة الوثيقة بين الإعلام والسياسة باعتباره وسيلة التعبير عن قضايا وهموم الدولة ومواطنيها، وإبراز دوره في دعم وتطوير ثقافة المشاركة السياسية، وتحدث في الجلسة الدكتورة عائشة النعيمي رئيس قسم الإعلام والاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والأستاذ حبيب الصايغ الكاتب والصحفي الإماراتي، والأستاذ عادل محمد الراشد الكاتب والصحفي في جريدة الإمارات اليوم، والطالب ياسرالنيادي من قسم الإعلام في جامعة الإمارات العربية المتحدة.
وبدأ اليوم الثاني فعالياته بجلسة تحت عنوان “قراءة في تطور التمكين السياسي وأثره في أداء المجلس الوطني”، وتناولت الجلسة مجموعة من المحاور أهمها مضمون برنامج تمكين المجلس الوطني الاتحادي الذى أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة –حفظه الله–في خطابه بمناسبة العيد الوطني الرابع والثلاثين في العام 2005، وأيضاً مناقشة هدف البرنامج المتمثل في العمل على أن يكون للمجلس قدرة وفاعلية أكبر، وأكثر التصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين، وكذلك مناقشة مدى تطور البرنامج، وبيان أثر تطور البرنامج في تطور أداء المجلس الوطني الاتحادي.
أدار الجلسة الأولى الدكتور عتيق جكة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، وتحدث فيها سعادة الدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي، وسعادة المستشار أحمد الخاطري رئيس محاكم رأس الخيمة وعضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، وسعادة الدكتور أحمد الخزيمي مدير معهد تدريب الضباط في كلية شرطة أبوظبي، والطالبة فاطمة مصبح الرميثي .
وأما الجلسة الثانية من المنتدى والتي أدارتها الأستاذة الدكتور نسرين مراد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات فقد خصصت لمناقشة موضوع “العمل التطوعي في المجتمع الإماراتي ودوره في تعزيز قيم المشاركة السياسية، وتحدثت فيها كل من الدكتورة مريم سلطان لوتاه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، والأستاذة عائشة سلطان الكاتبة في جريدة الاتحاد، والطالبة أميرة حارب الوحشي.
وتناولت مناقشات الجلسة محاور عدة ركزت على أهمية العمل التطوعي في المجتمعات الحديثة، ووضع العمل التطوعي في الإمارات العربية المتحدة، وكذلك بيان مدى اهتمام الدولة بالعمل التطوعي، بالإضافة إلى توضيح دور العمل التطوعي في دعم القضايا المجتمعية، وبخاصة تعزيز قيم المشاركة السياسية بين مختلف فئات المجتمع الإماراتي.
ورش عملية تطبييقة..
وإلى جانب جلسات المنتدى فقد ركز في دورته الثانية على الجوانب التطبيقية وورش العمل، ليعقد ورشتين حيث عقدت الأولى في مجال “العملية الانتخابية” تحت عنوان “بناء القدرات الانتخابية للطلاب”، والتي هدفت إلى دعم وبناء القدرات الانتخابية للطلاب والنهوض بدورهم في المشاركة السياسية وبخاصة العملية الانتخابية، على اعتبار أنهم ناخبو ومرشحو المستقبل.
وأشرف على الورشة سعادة طارق هلال لوتاه وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي)، بينما نفذها سعادة حمد الرحومي عضو المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور خالد محمد محسن المستشار في وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.
وتناولت الورشة الثانية مجال “تشكيل الوعي السياسي” وأتت تحت عنوان “شبكات التواصل الاجتماعي والثقافة السياسية”، والتي ركزت على تقييم محتوى بعض مواقع التواصل الاجتماعي ودوره في تشكيل الوعي السياسي للشباب، وتم ذلك من خلال عرض بعض نماذج مواقع التواصل الاجتماعي والتحقق من مدى صحة ومصداقية المعلومات والبيانات والأخبار التي تبثها، والتي تمثل مصدراً رئيساً للثقافة السياسية للشباب في وقتنا الحاضر.
وأشرف على ورشة العمل الثانية سعادة الدكتور سعيد الغفلي الوكيل المساعد لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، في وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، بينما نفذها سعادة ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة وطني الإمارات، وأمل العامري.
وأسدل المنتدى السدار على فعالياته بجلسة ختامية أدارها سعادة الدكتور محمد بن هويدن رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات، ولخصت مجمل المناقشات والحوارات التي دارت في الجلسات العامة وفي ورش العمل التدريبية.
توصيات الدورة الثانية لمنتدى الوعي السياسي
أوصت الدورة الثانية من منتدى بناء الوعي السياسي لطلبة الجامعات على ضرورة الاستمرار في عقد منتدى بناء الوعي السياسي لطلاب الجامعات بشكل سنوي، وحث الجامعات على مستوى الدولة على زيادة مشاركة الطلبة بهذا المنتدى، كما دعت الجامعات إعادة النظر في المناهج الأكاديمية بحيث تركز على رفع مستوى الوعي السياسي للطلاب.
كما أوصى المنتدى على ضرورة تضافر جهود مؤسسات الدولة الحكومية والجمعيات ذات النفع العام في رفع مستوى الوعي السياسي لأفراد المجتمع، والتعريف بأهمية وطبيعة البرنامج السياسي لصاحب السمو رئيس الدولة (حفظه الله)، كما دعت الإعلام إلى مجاراة توجه الدولة الرامي إلى تطوير عملية المشاركة السياسية في الدولة من خلال برنامج التمكين السياسي، وزيادة تواصل الطلاب مع المجلس الوطني الاتحادي وحضور جلساته بشكل منتظم لدعم وزيادة معارف الطلاب وتعزيز دورهم في المشاركة السياسية، بالإضافة إلى حث مؤسسات الدولة على استخدام قنوات التواصل الاجتماعي في التوعية السياسية.
وحثت التوصيات الطلاب على المشاركة في المسابقة البحثية التي أطلقتها وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وضرورة تشجيع العمل التطوعي لدى طلبة الجامعات من خلال دعم وإنشاء برامج ومناهج تخدم هدف بناء ثقافة التطوع في المجتمع الإماراتي، ولاسيما في مجال بناء ورفع الوعي السياسي لدى أفراد المجتمع مع ضرورة أن تلعب جمعيات النفع العام دورها في هذا المجال .